مزمزة

<style type="text/css">body {cursor: url(http://www.myspacecursor.net/hello_kitty/hellokitty.ani); }</style><br />
<a href="http://www.myspacecursor.net" title="Free Cursors">Free Cursors</a><a href="http://www.freelayoutsnow.com" title="Myspace Layouts">Myspace Layouts</a><a href="http://www.getmyspacecomments.com" title="Myspace Comments">Myspace Comments</a><br />


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مزمزة

<style type="text/css">body {cursor: url(http://www.myspacecursor.net/hello_kitty/hellokitty.ani); }</style><br />
<a href="http://www.myspacecursor.net" title="Free Cursors">Free Cursors</a><a href="http://www.freelayoutsnow.com" title="Myspace Layouts">Myspace Layouts</a><a href="http://www.getmyspacecomments.com" title="Myspace Comments">Myspace Comments</a><br />

مزمزة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى عام


    مدددددددد

    mazen zedan
    mazen zedan
    Admin


    عدد المساهمات : 586
    نقاط : 33800
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 06/12/2009
    العمر : 29
    الموقع : الاسكندرية

    مدددددددد Empty مدددددددد

    مُساهمة من طرف mazen zedan الأربعاء فبراير 10, 2010 7:50 am

    مدد

    عرف
    عبدين يوماً بحكايته التى جرت على كل لسان ، ورث دكان العطارة الصغيرة عن
    أبيه ، فيسرت له رزقاً موفورا ، و عاش مع أمه بعد زواج اخوته فى بيتهم
    القائم أمام الزاوية و تميز بين شباب الحارة برشاقة القوام و وداعة
    القسمات ، و دماثة الخلق و حسن العلاقات مع المعارف و الاصدقاء ، أما أول
    ما اشتهر به من الطبائع و ألصقها بعقله و قلبه فهو إيمانه بالعرافين و
    ولعه بزيارة أضرحة الأولياء ، و لم يكن يخطو خطوة حتى يستخبر أهل الذكر ،
    و يستعطف القدر ،كان لعبدين جيران ، صاروا لطول الجيرة و حسن السيرة و
    كأنهم من صميم الأهل ، و كانت لهم بنت تدعى شمائل ولدت بعد عبدين بعامين ،
    فعرفها منذ كانا يلعبان فى الحارة أو تجمعهما زفة الفوانيس فى رمضان ، و
    عرفت شمائل باشراق الوجه وحسن التكوين ، و جمال الأدب ، و أتقنت منذ فترة
    شئون البيت ، و ما يلزم ربة البيت من ضرورات و كماليات ، و حتى الخط كانت
    تفكه ، فتكتب اسمها كما كانت تكتب بسم الله الرحمن الرحيم .
    و كان من
    المتفق عليه و المعروف فى الحارة أن شمائل هى عروس عبدين ، و أن عبدين هو
    عريس شمائل ، و فضلا عن ذلك فقد ربط الحب بينهما ، و مهدت البسمات لمعجزة
    اليوم الموعود .
    و لما اقترب الوقت المناسب تحرك طبع الفتى الدفين ، و
    قال :كيف لا يفوتنى سؤال الشيخ لدى كل حركة عادية أو تافهة و لا أقصده فى
    مصير حياتى ، و أخذ بعضه و ذهب الى شيخه العارف بالله الشنوانى بحجرته بأم
    الغلام ، و طرح سؤاله و الآخر يقبض على يده و يشم عرقه ، ثم قال له الشيخ
    : اذهب الآن الى حارتك و انتظر عند مدخلها ، و سلم أمرك لأول بنت تخرج
    منها ، هى التى تحمل لك سعادتك المقسومة لك فى هذه الدنيا ، و لن تحظى
    بخير الا فى الآخرة.
    و رجع الى حارته و هو فى غاية من التوقع و التوتر
    ، و كان على شبه يقين من البنت التى سيراها ، و لكن أين تذهب شمائل فى
    ساعة الغروب؟ و كان سرحان الأعمى أول من خرج من الحارة ، و تلاه غلام يسوق
    الطوق و يغنى " على باب حارتنا حسن القهوجى" ، و اشتد قلق عبدين فقال فى
    سره : " سلمت اليك أمرى يا رب العالمين " ، و اذا بصوت ينادى " عال
    الجوافة " و ظهرت عربة يد فوقها هرم من الجوافة تدفعها حليمة ، ذهل ، لم
    يحول عينيه عنها ، و ضحكت هى لما رأته و قالت مداعبة :
    " واقف مثل غفير الدرك " ، و مضت نحو الميدان ، سار و هو يقول لنفسه : " يا رب لطفك و رحمتك "
    أيعنى
    الشيخ حقا حليمة بنت أم حليمة بياعة المخلل و ابنة المرحوم أحمد المكارى ؟
    لا أحد فى حارتنا يجهل حليمة ، و هى أيضا تتعامل مع الجميع ، و لكنه كما
    تقول أمها مفاخرة : "رجل بين الرجال " ، رغم رشاقة عودها و ثرائه . و كانت
    مقبولة الوجه و جذابة أيضا رغم قوة نظرتها النافذة ، و خلا عبدين الى نفسه
    يتفرغ للحيرة ، و يذهب مع خياله و يجىء بين شمائل و حليمة ، و شكا سره الى
    صديقه الذهبى فقال له :
    2 أى وجه للمقارنة بين شمائل و حليمة ! و انت
    عرفت شمائل من خلال الجيرة و المعاملة و شهادة المعارف و الجيران ،أما
    كلام الأولياء فليس منزلاً من السماء،
    و لكن ايمان عبدين بقول الولى كان فوق أى مناقشة ،
    و انتشرت رائحة الخبر رويدا رويدا ، فأثارت الدهشة و الضحك كما عثت الدموع
    فى أعين كثيرة ، و حصل كلام و نزاع و صراع ، و لكن عبدين صمد لكل معارضة
    بقوة ايمان لا يتزعزع ، و فى ساعة العصرية ، و قبل أن تتحرك حليمة بالعربة
    ذهب عبدين الى حجرتها ، بربع الزاوى و طلب يدها من أمها ، و أخذ الخيال
    يتحول الى حقيقة ، و سمع حمودة فى احدى الليالى يقول فى الغرزة على مسمع
    من جميع المساطيل "المجنونة الجشعة ما أحبت أحداً سواى و لكن أعمتها صورة
    دكان العطارة " .
    و ذهبت العروس الى الحمام لتزيل عن جسدها الممشوق عرق
    الأعوام و غبار الحارة و فلت شعرها المسكون ، فتبدت فى صورة لامعة و زفت
    الى الفتى العطار فأقام معها فى شقة أما السيرجة ، و دعا ربه أن يهبه
    السعادة التى ضحى فى سبيلها بقلبه و بكل اعتبار .
    و كانت أياما صافية ،
    و انغمس عبدين فى هواه الجديد ليغطى على أصداء حبه الأول و يدفن هواجسه و
    فقدت الحكاية جدتها و دهشتها فلم يعد يتندر بها أحد ، و كان يمارس الحياة
    و يلاحظها بانتباه حتى لا يفوته سر من أسرار السعادة ، و منذ بدأ المعاشرة
    شعر بقوتها و صلابتها و بأنه يضعف أمام نظرتها النافذه . و الحق أنه توقع
    أكثر مما كان و لكنه أقنع نفسه بأن السعادة الموعودة ليست هبة بسيطة أو
    احساساً سهلا يجود بذاته منذ اللحظة الأولى ، انها حياة عميقة ذات سراديب
    فلينتظر ، أما حليمة فلم تنتظر ، سرعان ما ضاقت بحياتها فى البيت ، و لم
    تعد تخفى ضجرها ، و لا تمردها على سجنها ، و تحير عبدين أمام ظاهرة غير
    مألوفة فى دنيا النساء . و لكنها قالت له بصراحة و جرأة :
    - دعنى أعمل فقد خلقت لذلك .
    و ذهل عبدين ، و أخرسه الذهول فاستطردت:
    - لا يهمك كلام الناس ، متى سكتوا عنا ؟
    و
    كانت تصر و تصمد و كان ينفع و يتراجع ، و لم تكن تهمه الحوادث ، باعتبارها
    مقدمات لسعادة لا مفر منها ، ألم يقل الشيخ الشنوانى كلمته ؟
    و شهدت
    الحارة حليمة و هى تشارك زوجها فى دكانه و رجع الاتصال بينها و بين
    زبائنها القدامى ، و رجع حمودة أيضاً بين الغمز و اللمز ، و كثر اللغط و
    الضوضاء حتى سأله صديقه الذهبى :
    - أتعجبك هذه السعادة ؟
    و لكن عبدين بدا صامداً مؤمنا فقال له :
    - الصبر طيب و النصر قريب .
    و
    لكن حليمة اختفت فجاءة ، استولت على ما اعتبرته حقها من النقود المودعة فى
    الدكان و اختفت ، و بعثت اليه رسولا يعتذر اليه و يطلب الطلاق ، كب كل شىء
    على عبدين ، و قوض الزلزال صبره فبكى ، و لما رأى صديقه الذهبى مقبلا
    تعانقا بحرارة ، و فى أثناء العناق استرد الكثير من روحه الضائعة ،
    و قال لصديقة :
    - سأطلقها فى الحال .
    فلم يخف صديقه فرحه ، و نظر عبدين اليه طويلا فى فتره صمت ثم قال :
    -انها ستجرب حظها بعيدا و لكنها ستعود تائبة !
    و تنهد ثم قال لصديقه الذاهل :
    - كلمة الشيخ الشنوانى لا تكذب ..

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 8:41 pm